٢٠١٨

مرت سريعة كأنها حلم، اتممت فيها عامي السادس والعشرين، أول سنة حياة فعلية. فما قبل الخامسة والعشرين تيزر لطيف. أكرمني الله بعمرة في يوم ميلادي، كانت مصادفة جميلة لم أخطط لها. وعشت عزلة جميلة مخملية في جدة احترت فيها هل أفكر بما مضى؟ أم أخطط لما هو آت؟ بالنسبة لي شعور غير مريح تقليب الأيام والنظر في التقويم، فتوقفت عن الشعور بالزمن وظفرت بالهدوء والسكينة

٢٠١٨ عام الضريبة، وضريبة العجلة مكلفة خاصة في جانب العلاقات. تعلمت الدرس جيدًا

 

يناير شهر كئيب، ولدت في مطلعه. أغبط وأعجب في نفس الوقت من الذين يحتفلون بيوم ميلادهم، لست كئيبة بطبعي لكن حقًا الأمر يدعو للمواساة لا للفرح. عودًا على يناير تكسرني فيه ألف ذكرى وأتشظى، منذ خيبتي بك ولم أختلي بذاتي أفكر إلا وبكيت ومع ذلك سأقول: لا تهربي من مشاعرك، لا تدفعي بها جانبا ارفقي بنفسك وكلميها واسمعيها وابكي معها وامسحي دمعها وسمي الأشياء بمسمياتها إن هو خذلان فقولي خذلني ولا تأسفي. البسي ثوب الحداد، لا بأس، ستنقشع غمامة الأيام السوداء

انهيت الربع الأول بحصولي على النانوديقري في البزنس أناليتيكس، ثم سفري إلى الشق الآخر من العالم لأول مرة، زرت أمريكا ورأيت عوالم مختلفة في تلك البقاع. بالنسبة لي أرى أن واشنطن دي سي على قائمة ما يستحق الزيارة في أمريكا. لم تكن لدي خطة بعد الرحلة   المجنونة. كل ما لدي أسئلة مربكة

  • Why I can’t lead my life?

أين أنا بالنسبة لعمري؟ حينها كتبت: عمري ٢٦ سنة ولا أشعر أني أقود حياتي. لا أشعر أني أعيشها، لا أشعر برغبة أصلا في عيشها. لا أشعر بفضيلة الحياة! بل بثقلها ولا جدواها. أشعر بإحتقار كبير لذاتي، ولم لا؟ فقد أخفقت في جوانب محورية. أشعر أني تعرفت على الفشل متأخرًا جدا، أشعر أني هزمت بشراسة من قبل الحياة (١-٠) على صعيد كل شيء. أنا اليوم أعاني من الإكتئاب، وهو يشل حركتي ويثقلها ويؤلمني في رأسي وقلبي وأكتافي. يمنعني من الحياة ويضع بيني وبينها حواجز وأغلال. يضيع ساعاتي ومشاعري ويستنزف أفكاري بالسواد. لا أشتهي الطعام ولا الماء حتى، أعطش ولا أشعر برغبة في شرب الماء. أنام كثيرًا ولا أود الحركة ولا أرغب في مغادرة سريري، لا أرغب في فتح عيني. الاكتئاب يخنقني ويبعدني عن كل شيء، يقصيني عن نفسي وأحلامي وأحبابي، عن الحياة كلها. أنا ضائعة ومنهكة وخائفة واليأس يشل حركتي. أنا متعبة وأحتاج نفسي، أتمنى من قلبي أن تعود ندى، أن أسمع ضحكتها وأغرق في أفكارها الأصيلة. سئمت السواد والألم والحيرة

 هدأت العاصفة في رمضان وكتبت فصل: أحب نفسي. حضرت لأول مرة حوارات تسامي مع أماني الشعلان، من أجمل ماسمعت حين قالت: نحن مخلوقين لشيء أكبر من تحقيق الذات، والنجاح، نحن في كل يوم في رحلة لاستكشاف اليقين وتجديد النية

.أحداث سارة تعبرنا: تخرج نجد، هدية أبوي، العيد السعيد، رحلة الصيف، افتتاح آمي هاوس الرسمي

“the nothing phase”كانت ٢٠١٨

 لا أكثر من مرور الأيام وأحمد الله أني قادرة على العيش خلالها

 منتصف السنة قررت طلب المساعدة، وخيرًا فعلت. مواجهة أفكاري والمجهول الذي أمامي مرعبة ومستنزفة لشخص لا يعرف المسير دون تصوّر واضح للوجهة، أمشي لأيام ثم أتعثر وأبقى على حالي أيامًا أخرى، ثم أنهض وأحاول مجددًا وتسقطني مشاعر اليأس والشك. استندت على كتوف أحبتي طويلًا. مع المحاولات أدركتني رحمة الله وأنقذني من نفسي وجنايتي عليها، خرجت من قوقعتي وواجهت العالم الخارجي الذي لا يعجبني

  أكتوبر: أود الهرب  لن ننسى قسوة المشهد، ولن أتجاوز الفجيعة أبدًا، ولا علم لي كيف سيكون القادم

في ٢٠١٨ عاهدت نفسي على الكلام لا الصمت، تعود للخلف قليلا، تفكر ترتب كلامها وتقوله بأفضل طريقة ممكنة (منهج أدرب نفسي عليه كل يوم) وشعرت بإنتقالي من النضج الذي عاصرته مبكرا لكوني أخت كبرى ومسؤولة بطبعي إلى عالم آخر أرحب وأبوابه كثيرة، عالم الإنسانية والوعي. كرهي للهدر بأشكاله وثورتي الكبرى ضد هدر الإنسان. أخيرًا أحب قول الحكيم: إذا اعتنينا باللحظات، فستعتني السنوات بنفسها

صورة العام: انعكاسي على نافذة الطائرة وتعليق رفيقة السفر نجود: والله أجمل روح بحياتي

أضف تعليق